الاثنين، 16 يوليو 2012

تكريت في 14 تموز 1958



كان هذا اليوم مختلفا عن غيره من الايام فهو اليوم الذي تقرر فيه مصير العراق و ربما  لم تكن الامور التي جرت بالسنوات ال54 الاخيره لتجري بنفس الشكل الذي جرت عليه لولا هذه الثوره ..

قصر الرحاب الملكي الذي يسكنه الملك فيصل الثاني يوم ثورة 14 تموز 

الملك فيصل الثاني
في صباح يوم الاثنين و وفق خطه معده مسبقا سيطرت قطعات من الجيش تحت امرة عدد من الضباط  الذين اخذو اوامرهم من "عبد الكريم قاسم آمر اللواء التاسع عشر وعبد السلام عارف آمر اللواء العشرين"  على مبنى الاذاعه و البداله (مركز الاتصالات) و مراكز قيادة الجيش و بالطبع قصر الرحاب الذي يسكنه الملك فيصل الثاني و عائلته و خاله عبد الاله الوصي على العرش  ..


و بعد السيطره اذاع عبد السلام عارف بيان الثوره الاول من مبنى الاذاعه ليصل الى الجماهير في كل مدن العراق و منها تكريت ..

عبد السلام عارف
 نص البيان (منقول من ويكيبيديا)  :
البيان رقم واحد

صادر من القائد العام للقوات المسلحة الوطنية


          بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب الكريم بعد الإتكال على الله وبمؤازرة المخلصين من أبناء الشعب والقوات الوطنية المسلحة، أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من سيطرة الطغمة الفاسدة التي نصبها الاستعمار لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته وفي سبيل المنافع الشخصية .


إن الجيش منكم وإليكم، وقد قام بما تريدون وأزال الطبقة الباغية التي استهترت بحقوق الشعب، فما عليكم إلا أن تؤازروه. وأعلموا أن الظفر لا يتم إلا بترصينه والمحافظة عليه من مؤامرات الاستعمار وأذنابه وعليه فإننا نوجه إليكم نداءنا للقيام بإخبار السلطات عن كل مفسد ومسيء وخائن لاستئصاله. ونطلب منكم أن تكونوا يداً واحدة للقضاء على هؤلاء والتخلص من شرهم. حركة تموز 1958

البيان رقم واحد لثورة
14 تموز 1958

أيها المواطنون:

إننا في الوقت الذي فيه نكبر فيكم الروح الوطنية الوثابة والأعمال المجيدة، ندعوكم إلى الإخلاد والسكينة والتمسك بالنظام والتعاون على العمل المثمر في سبيل مصلحة الوطن.


أيها الشعب:

لقد أقسمنا أن نبذل دماءنا بكل عزيز علينا في سبيلكم، فكونوا على ثقة واطمئنان بأننا سنواصل العمل من أجلكم وان الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه وهذا لا يتم إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة وترتبط برباط الأخوة مع الدول العربية والإسلامية وتعمل بمبادئ الأمم المتحدة وتلتزم بالعهود والمواثيق وفق مصلحة الوطن وبقرارات مؤتمر باندونغ.

وعليه فإن الحكومة الوطنية تسمى منذ الآن (الجمهورية العراقية). وتلبية لرغبة الشعب فقد عهدنا رئاستها بصورة وقتية إلى مجلس سيادة يتمتع بسلطة رئيس الجمهورية ريثما يتم استفتاء الشعب لانتخاب الرئيس. فالله نسأل أن يوفقنا في أعمالنا لخدمة وطننا العزيز انه سميع مجيب



بغداد، في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1377 هجرية، الموافق لليوم الرابع عشر من شهر تموز سنة 1958م.


العقيد الركن عبد السلام محمد عارف  (اقرأعنه اكثر)

القائد العام للقوات المسلحة الوطنية وكالة


في هذا الوقت كانت تكريت المدينه الصغيره الهادئه  تعيش النمط اليومي  و كما هو الحال في تلك الايام كانت المقاهي تضع اجهزة الراديو ليستمع اليها الموجودون

من الصباح الى الوقت الذي ينتهي به البث فكانت الوسيله التي تربط تكريت بالعالم الخارجي  .. و بكون المقاهي هي مركز التجمع المحلي و خصوصا في المدن الصغيره مثل تكريت و عدم احتواء الكثير من البيوت على اجهزة الراديو فان اخر الاخبار و ردود الفعل تكون في المقاهي ..
((و في تكريت و كما هو معروف  كانت المقاهي في السوق ))



المصادر التي تتحدث عن تكريت قليله لكن من بين المصادر  التي تحدثت عن تكريت هناك كتاب ذكر مجريات يوم 14 تموز في تكريت  بايجاز و هو كتاب "تكريت ذاكرة و مدينه" لمنذر الكلاك   



كتاب تكريت ذاكرة و مدينه
للكاتب منذر الكلاك
دار تموز للنشر

ذكر منذر الكلاك في كتابه " تكريت ذاكره و مدينه " عن يوم 14 تموز في تكريت قائلا :

الساعه السابعه من صباح يوم 14 تموز 1958 في تكريت صباح يوم حار ملتهب و كان الناس على أهبة الخروج للعمل ... انقطع تغريد البلابل من الراديو و انتهى قارئ القران الكريم من تلاوته ثم انطلق (بعد التحيه ) من المذياع صوت عنيف مدو لم يُسمع من قبل يعلن في بيانه الاول عن سقوط الملكيه و اقامة الجمهوريه بدلها .. تقاطر الرجال و الشباب من طرق المدينه و دروبها ..

من ازقتها الضيقه و دورُها المتوضعه زرافات ووحدانا قاصدين السوق حيث تجمهر أبناء المدينه هناك..


ذلك الشاب "ذاكر حسن حميدو" الذي يضع على رأسه الغتره و العقال و الذي فاق الناس طولا و انتصاب قامة يهتف بصوته العذب و الفرحه غشت وجهه الجميل .." تحيا الجمهوريه "..  "يحيا الجيش." 
فيردد هتافه الجمع كله فكان اول من هَتَفَ للجمورية ذلك اليوم بعد حين ياتي العم عايد الامين مرتديا القميص و البنطلون و يعتلي احد (تخوت) مقهى ابي قاسم الخضَير و يرفع يديه فاتحا اصابعه العشر مناديا ..

يا أهل تكريت (لا تطكون الفشكـ  تره تفشل الثوره)  "بمعنى لا تطلقو النار ابتهاجا و الا فشلت الثوره " فيتصدى له الشاب فائق محي الحبيب بجسمه الرياضي الشديد و ينزله من على التخت و يلومه على قوله ذاك لانه يهبط الهمم و يثبط عزائم اهل المدينه في فرحة زادها قدوم الفلاحين من (ذاك الصوب) "الجانب المقابل عبر نهر دجله" و أنحدار الفلاحين من الجزيره هيأتهم حينه و لباسهم عربي تام جميل بنادقهم على اكتافهم و خناجرهم في جنوبهم تحت احزمة الصايات يرددون بحماس عال (احنا رجال الجمهورية) مؤيدين الحركه و هم لا يعرفون قادتها و ضباطها فهي حركه وطنيه قادها الجيش الوطني فهي منهم لان أبنائهم و اخوانهم و ذويهم عسكريون ولهم لانها كسرت الاطواق..

كان الوافدون الى المدينة  في ذلك اليوم كثرة .. انصرفو الى ريفهم و قراهم و سَمُر أبناء المدينة ليل ذلك اليوم حلقات تتحدث عن الآمال و حلقات تتحدث عن الاماني حتى اذا زحفت انوار الفجر و تراجعت دياجي الظلام اوى كل الى داره متلهفا الى ان يسمع عما سيكون في الغد القريب ..
........................................انتهى


"كان هذا كل ما كتب عن يوم الثوره .. الذي يبدو و انه تحول الى يوم عيد في تكريت و سكان المناطق المجاوره لها "                                                الامل يرتسم على وجوه الناس بمستقبل افضل و حياة اكثر يسرا.

عبد الكريم قاسم 
وصل للحكم بعد الثوره عبد الكريم قاسم (اقرا عنه اكثر)   و المحسوب على التيار الشيوعي و القومي           ...
   

 لم يرى اهل تكريت  وقتها الوجه الثاني للثوره في يوم 14 تموز و كيف تم التخلص من الملك و عائلته بتلك الطريقه التي وصفها المتابعون بالوحشيه ..
 لكن ما عرفه اهل تكريت هو عدد من الاعتقالات باسم الشعب و بتهمة الرجعيه احيانا و ثوره اخرى بعد " 3 سنوات " رفعت بنخبه من قادتها و ضباطها الى المناصب الكبرى في الدوله الامر الذي لم يستمر الى طويلا  بل انتهى بتصفيات بقيت غامضه الى يومنا هذا ..

و يبقى للكل رايه الخاص في ما جرى اثناء و بعد الثوره ..



الكاتب في سطور (منقول من الكتاب)  : منذر كلاك حسن داوود من مواليد مدينة تكريت عام 1940م أكمل دراسته الابتدائيه و المتوسطه فيها تخرج من دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية عام 1959م .. عمل ي اغلب مدارس القطر شمالاً و جنوباً طيلة 29 عاما .. باحث في التراث العربي و الاسلامي و لديه مخطوطات عدة في هذا المجال .
باحث في التراث الشعبي لمدينة تكريت نشر المئات من المواضيع التراثيه و اللغويه و التأريخيه في الصحف و المجلات الصادرة في العراق و منها صحيفة تكريت و الجهات الاربع و البداية و ديوان تكريت و الوطن و الأيام السبعه و غيرها كثير ..

قدم برنامجا اذاعيا من أذاعة تكريت تحت عنوان (ذكريات مدينه) و برنامجين تلفزيونيين بعنوان (حكايه  مثل و نوادر عربية) على شاشة قناة صلاح الدين و هما من اخراج رياض الجابر .. لا زال متواصلا في اثراء الساحه الأدبيه بالكثير من المساهمات النافعة ..
حصل على تكريمات عده من جهات حكومية و مدنيه ..


 بالنسبة لي : لم اتعرف الى الكاتب بشكل رسمي وانه  ليسرني ان اعرفه اكثر و ان اسمع منه المزيد عن تراث تكريت و تاريخها .. رايته قبل فتره في سوق تكريت و كان باديا عليه وقار العلم  و المعرفه ..

 انا اشكره على ما دونه لنا من تاريخ تكريت الغير مكتوب مسبقا

اقرا ايضا : الكهرباء مجددا 3


اذا اعجبك المقاله فشاركها عبر :
فيسبوك : من هنا
تويتر : من هنا

تستطيع التعليق او أبداء الرأي ادناه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب رأيك او اضافتك هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.