الأحد، 18 مارس 2012

سمـاء تكريت حمراء

عاصفة ترابية في تكريت
قد يعتبر كابوسا الاستيقاظ صباحا و لون السماء احمر..او قد يعتبره البعض ضربا من الخيال العلمي او موضوعا يصلح لان يظهر في الافلام ..لكن هذا ما وجدنا عليه السماء عندما استيقظنا صباحا في تكريت..كان اللون اصفرا ثم احمرا كما تعودنا على هذه التقلبات في لون السماء عندما يزورنا ضيفنا الصيفي المعتاد.عندما تغزو سماء المدينه وارضها عاصفه ترابيه فهذا ابسط ما قد تراه سماء متقلبة الالوان و مستوى رؤيه لا يتيح حتى للدراجات القياده مع ضيق بالتنفس يشعر به حتى الاصحاء.ليس غريبا عليناالعاصفه الترابيه في الصيف..ولن نستغرب من 5 او 10 عواصف ترابه صيفيه..لكن ما يحدث انه لا يمر اسبوع بلا عاصفه او بالاحرى قد لا يمر يوم في الاسبوع الصيفي نرى فيه لون السماء..لا اقول لك اننا نسينا لون السماء..لكن يبدو لننا تكيفنا على ان لون السماء في الصيف ابيض مائل الى الحمره..و هذا الان ادنى مخاوفنا..فالعواصف الترابيه اصبحت تزورنا في كل وقت ..حتى في الشتاء . هذا اذا ما اعتبرنا الربيع فصلا ثانويا تابعا للصيف و هو الدارج في تكريت منذ اعوام..منذ ان قل تساقط الامطار و مسحت كلمة الربيع من قاموسنا..فالان ياتي الشتاء بغيومه الثقيله وما ان تكاد ان تمطر حتى يتغير الجو و يتحول من مطر الى عواصف وغبار في عقر ديار الشتاء..اصبحت العواصف تستمر اياما باكملها تحجب عنا الشمس و الرؤيه ..تكريت الان مدينة الغبار على غرار لندن مدينة الضباب..وهي تنفرد بميزه غريبه ..وذلك انه لا يوجد حاجز زراعي او جغرافي عن منطقة الرياح السائده فيها ..فهي تستقر على طرف رداء البراري العراقيه المثقله بالرمال بسبب انعدام سقوط الامطار..ففي بعض مناطق تقلل الحواجز فيها قوة العاصفه الترابيه لكن تكريت تستقبلها برحابة صدر..الامطار لا تسقط الا نادرا و بامكان اي احد احصاء المرات التي هطلت بها الامطار بالشتاء الماضي فهي تعد على عدد اصابع اليد الواحده و ليست بالكميات التي نامل بها تقليل ضروف التصحر المسببه للاتربه والغبار..ان مشكلة الامطار مشكله عالميه في العقود الاخيره و هي من ضمن مشاكل الاحتباس الحراري التي تسبب التصحر..حيث تهطل الامطار في مناطق مسببه الفيضانات و تنقطع في اخرى مؤدية الى التصحر..فمع التصحر و الامطار و غياب الحاجز الطبيعي نرجع الى ان مناطق تكريت التي تمر منها الرياح السائده تخلو من الغطاء النباتي ..وهنا لا نقصد الغطاء الطبيعي المتكون بفعل الامطار ..بل تفتقد حزاما اخضر يحيط بطرف المدينه و يقلل نسبه ولو كانت قليله من الغبار ..فضلا عن تخلي المزارعين لفكرة الزراعه في مناطق غربي تكريت لقلةالدعم الحكومي و شحة المياه العائده لسياسات الري الغير فعاله..المشكله من الطبيعه و هذا يعني انها لن تحل ..لكن بالامكان التقليل من اثارها و اتحاذ خطوات سهله لمجابهتها لا القضاء عليها..
صورة من احد صفحات الفيسبوك في تكريت


في الفتره الاخيره كان كل شي بطعم التراب حتى المطر احيانا الذي كان ينزل كان مطعما بذرات التراب..وهذا اسوء ما قد يواجه المحاصيل الزراعيه اذن اصبحت العواصف الترابيه صنفا من الكوارث ..فهي من جميع النواحي مشكله ليست بالهينه ..من ابسطها وهو تلوث المقاعد في المدرارس و الجامعات بالتراب(هذا هم معظم الطلاب) الى الامراض التنفسيه القاتله في بعض الاحيان (حيث لا يمكنهم وصول المستشفيات بسبب انعدام الرؤيه) و يموتون اختناقا ..ناهيك عنما ذكرنا من تلف المحاصيل و خسائر الفلاحين التي يعوضوها بالسفر للمدينه و ترك اراضيهم ..

هناك تعليق واحد:

اكتب رأيك او اضافتك هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.