تأثير المظهر الأرضي في الاستيطان البشري لمنطقة تكريت
الدكتور فؤاد عبد الوهاب محمد العمري
استاذ مساعد / جامعة تكريت - كلية التربية - قسم الجغرافية
(( هذه المقالة مفرغة نصيا من كتاب موسوعة مدينة تكريت الجزء الاول , الصفحة 23 و هي مكتوبة في بداية التسعينات من القرن السابق , و ان الغرض من اعادة نشرها هو زيادة المحتوى التاريخي عن مدينة تكريت و تطوير المحتوى العراقي و العربي حيث ان هذه المقالة و عشرات من المقالات الاخرى مازالت مدفونة في الكتب و ليست منشورة على شبكة الانترنت رغم فقدانها لحقوق النشر بسبب التقادم حيث ان نشرها مشاعا من دوره التسهيل على الباحثين الوصول الى المقالات الاصلية و كل المصادر التي من شأنها مساعدتهم على بناء المحتوى الاكاديمي و الابداعي و الله من وراء القصد ))
المقدمة
يواجه الانسان بيئته الطبيعية بطرائق من التحدي والاستجابة هادفا من ورائها الى تحقيق حياة مستقرة يطمئن فيها على مستقبله وهذه المواجهة في تغير مستمر تحدد واقعية التعايش في المكان والزمان وتعد الأرض المسرح المؤثر في سير الاحداث عبر عبر العصور . فهناك ارتباط متين بين المظاهر الارضية وقدرات الانسان في استغلال الموارد الطبيعية لانها تعكس صورة التأثير والتكيف لما يوفره المكان من مؤهلات لاستيطان الانسان واستقراره . وللمظهر الارضي تأثير في رسم خارطة توزيع المستوطنات البشرية ، لذا يهدف البحث الى تحديد مواضع توزيع المستوطنات البشرية وانماطه في منطقة منطقة تكريت التي تتنوع فيها المظاهر الطبيعية ، وتضم الدراسة اقضية بيجي وتكريت والدور نموذجا لتلك العلاقات واعتمد البحث المصادر المكتبية ذات العلاقة بالموضوع والخرائط والمعطيات الرسمية ، فضلا عن الدراسة الميدانية (*) تقع منطقة الدراسة بين دائرتي عرض ٣٤ و ٣٥ شمالا بين خطي طول ٥٠ ٤٢° ٥٠ ٤٤° شرقا مكونة منطقة انتقالية ما بين القدمات التلالية شمالا والسهل الرسوبي جنوبا والواقعة وسط المسافة بين بغداد الموصل ولاجل وصول البحث الى غايته المنشودة ، فاننا سنتناول ثلاثة جوانب اساسية وهي : -
١- العوامل المكونة للمظهر الارضي
٢ - تحليل المظهر الارضي
٣ - تطور الاستيطان البشري .
١ - العوامل المكونة للمظهر الارضي : -
يرتكز هذا المحور على دراسة البيئة والعمليات الارضية التي تؤدي تأثيرا في اعطاء صورة المظهر التضاريسي والبيئي لمنطقة الدراسة - ويقصد بالبيئة الارضية في الدراسات الجيمورفولوجية التركيب Lithology (1) ونظام بنائه الصخري . (2) Tectonic
ظهر في الدراسة الميدانية والخارطة الجيولوجية (۳) لمنطقة الدراسة شكل (۱) أن المنطقة تتكون من مجموع من الصخور الرسوبية المتباينة في صفاتها الصخرية وعمرها الجيولوجي . وتعود أقدم التكوينات الصخرية في المنطقه الى عصر الميوسين وتشمل تكوينات الجربي ,الفتحة ، انجانة . يتكون الأول من صخور جيرية متبلورة ، وينكشف في بطون الأودية العميقة الواقعة في سلسلتي مكحول وحمرين ويصل اقصى سمك له الى ٦١ متر (٤) . اما الثاني فيتألف من تعاقب طبقات الجبس والجيري والصلصال ويكون هيكل السلاسل المرتفعة لمكحول وحمرين .
وتعد الصخور الجبسية والمارل من اكثرها انتشارا وسمكا اذ تبلغ ما بين ٤ - ٦ امتار بينما تظهر الصخور الجيرية بهيئة طبقات رقيقة سمكها ما بين ٠٫٥ - ۲٫٥ م (٥) يعلو هذا التكوين تكوين انجانه وهو يتكون من الصخور الطينية والرملية وطبقات رقيقة الصخور الجيرية ويكون الصخور الرملية %٤٠ من هذا التكوين . وينتشر على اطراف هذه السلاسل اما تكوين البختياري فانه يعود الى عصر البليوسين ويعلو تكوين انجانه .. و يتكون من مكتلات صخرية تتداخل معها عدسات من الصخور الرملية . ويبلغ معدل سمك التكوين ۱٫٥ متر حيث ينتشر في منطقة الفتحة فقط .
تغطي الترسبات الحديثة العائدة لعصري منطقة البلايوستوسين والهولوسين مساحات واسعة من منطقة الدراسة متمثلة بترسبات المراوح الفيضية التي تكون سهولا تحيط بسلسلتي حمرين ومكحول كما تنتشر ترسبات الاودية المكونة من الحصى والرمال في بطون الاودية الجافة - كما توجد ترسبات فيضية تشتمل على المصاطب النهرية التي تتألف من الحصى وسهول فيضية حديثة تمتد بمحاذاة نهر دجلة والثرثار تتكون من الطمى والغرين. وتظهر ايضا ترسبات بحرية غرينية حول بحيرة الشارع والثرثار.
اما نظام بناء الطبقات الصخرية فان سلسلتي مكحول وحمرين تعدان بمثابة الحد الجنوبي لتأثير الحركة الالبية الحديثة والفاصلة بين نطاق الطيات الواقعة الى الشمال منها والنطاق المستقر الممتد جنوبها . لذا فان مكحول وحمرين ما هما الاطيتان محدبتان غير متناظرتين في ميل طبقاتها فالجناح الجنوبي الغربي لهما يبلغ ما بين ٥٠° الى ۸۷° بينما في جناحهما الشمالي الشرقي ما بين ٢٠° - ٤٠° . كما تكون محاورها شمال غربي - جنوب شرقي يفصل بينهما سرج Saddle تمثل منطقة الفتحة عند عبور نهر دجلة بينهما ..
نعتقد ان المنطقة المحصورة بين سلسلة حمرين ونهر دجلة ابتداءا من شمال موضع الفتحة حتى جنوب مدينة تكريت قد تأثرت بالتنشيط التكتوني لوجود صدوع وطيات تحت السطحية . ومن الدلائل التي تشير الى ذلك : -
- تكون منعطفات نهر دجلة الفتحة بهيئة زوايا قائمة مما يدل على ان المنطقة متأثرة بمجموعةمن الصدوع المتشابكة ، وان نهر دجلة يمر بمناطق الضعف البنيوية .
-وجود مجموعة من الينابيع الكبريتية والقيرية شمال الفتحة حيث تظهر هذه الينابيع على طول حافات أسطح الصدع . Line - Fault Scarp للطبقات الصخرية العائدة لتكوين الفتحة (الفارس الاسفل ) .
- اظهرت نتائج دراسة ظاهرة التراكيب الخطية Lineament وجود تركيب خطي يرتبط بصدع قاعدي يطلق عليه صدع الفتحة - الموصل ، هذه الظواهر الطبيعية تلاحظ على الصور الفضائية والتيتعكس تشوهات بنيوية لصخور القاعدة (٧).
- يفترض لنهر دجلة ان يجري بموازاة السفح الشمالي لسلسلة تلال السلسلة تلال حمرين عوضا عن اختراقه منطقة السرج مما يدل على وجود صدع سمح بمرور النهر فيها . ومن الظواهر البنيوية الاخرى هو انتشار المفاصل والشقوق بكثرة على اسطح الصخور الجيرية والجبسية مما شجع على تكوين شبكة كثيفة من الادوية العميقة اغلبها متعامد على محور طيات المنطقة . تعد العمليات الارضيه العامل الثاني المؤثر في تشکیل صورة التضاريس السائدة حاليا . هذه العمليات تقوم باحداث جميع التغيرات الفيزياوية والكيمياوية والتي تظهر آثارها في تحوير شكل سطح الأرض عن طريق عمليات التعريه والارساب (۸) ويرتبط نشاطها بعناصر المناخ ولا سيما الحرارة والتساقط و الرياح . لذا فاننا سنعتمد تحليل المعطيات المناخية لمحطة بيجي بسبب توافر هذه المعطيات .
ففي الجدول (۱) نلاحظ ما - ما يأتي : -
- تمثل درجة الحرارة بتغيراتها اليومية والشهرية مصدرا للطاقة المحركة للعمليات الارضية . فمعدلات الحرارة الشهرية والقصوى في تزايد في الفترة الممتدة من مايس حتى ايلول ، اذ لا تقل عن ٤٠ م يوميا في شهري تموز و اب.
- تنخفض درجات الحرارة في اشهر الشتاء حتى يصل معدل الحرارة الصغرى الى ٣,٦ م في كانون الثاني كما تهبط درجات الحرارة الى دون الصفر المئوي في هذه الاشهر.
لذا فان مناخ المنطقة يتميز بالتطرف المناخي ، اذ يتجلى تأثيره في تسارع عمليات التجوية الميكانيكية ولاسيما التشظي والانفصال الكتلي للصخور الجيرية والجبسية والانفراط الجيبي للصخور الرملية والمارل.
- يبلغ معدل التساقط السنوي ۱۸۷ملم ويسقط في الفترة الممتدة من تشرين الثاني الى نهاية نیسان . ويتميز التساقط بهيئة زخات مطرية مركزة ولمدة محدودة ، فقد سقطت كمية من الامطار قدرت بنحو ٥٢ملم في ١٩٦٧/١١/١٠ . ان هذه الميزة المناخية تتيح لانسياب كمية اكبر من المياه عبر الاودية او تجمعها من الرواسب في المنحفضات جارفة معها كميات هائلة وتحدث هذه الظاهرة في ايام معدودة.. الا ان هناك عجزا في الموازنة المائية لمعظم ايام السنة تركز سقوطها والجفاف الفصلي المتمثل في فصل الصيف (۹)
- ان لتوافق المعدلات الرطوبة النسبية العالية مع درجات الحرارة المنخفضة بعض الشيء في أشهر الشتاء والربيع تأثيرا مهما في تنشيط عمليات التجوية الكيمياوية ولا سيما القابلة للذوبان كالصخور الجيرية والجبسية . وتسبب في تكوين الاشكال الكارستية منها : الحفر الغائرة Sinkholes والقنوات الكارستية Channal Karstic وغيرها .
- تعد منطقة الدراسة من اولى مناطق القطر في معدل سرعة الرياح وثاني منطقة من حيث عدد الايام التي تحدث فيها العواصف الترابية ويزداد تأثيرها في اشهر الصيف ، تقوم بتذرية المواد الناعمة من التربة السطحية وفي تطوير الاشكال الرملية ولا سيما في منطقتي
العيث وبيجي .
تشير الدلائل الجيمورفولوجية الى ان منطقة الدراسة قد خضعت لتأثير مناخ العصر الرباعي الذي ساد العراق قبل مليون الى مليوني سنة خلت . فقد تميز مناخ هذا العصر بحدوث فترات مطيرة باردة واخرى جافة حارة قادت الى تكوين مظاهر ارضية منها: المراوح الفيضية ، والمصاطب النهرية ، وتغيرات مجرى نهر دجلة ووجود شبكة من الادوية الضامرة وغيرها .
لقد أشارت دراسة W.Nützel الى أن درجات الحرارة قد انخفضت ٧ م عن معدلاتها الحالية وذلك في فترة فيرم الباردة ، بينما شهدت الفترة الاطلسية بارتفاعها ۳ م أعلى عما هو عليه حاليا . وبعد هذه الفترة بدأت الحرارة تقترب شيئا فشيئا مما هو سائد الان شكل (٢آ ) . اما نظام التساقط للفترة نفسها ٢٥٠٠ سنه الاخيرة وهو يعد قياسا أساسيا لبقية الاجزاء الاخرى الاقدم عهدا . فالجزء ( ب) يمثل تناقضا قليلا في التساقط مقارنة بالوقت الحاضر ، وعلى العكس من جزء ( جـ) الذي يتمتع بزيادة في التساقط . كما يتبين ان الجزء يتميز بانخفاض شديد في التساقط بالقياس مع شهد العراق منذ ۳۰۰۰ سنة ق . م وحتى الان التذبذبات المناخية القصيرة . فقد انتابت فترة جفاف بدأت منذ ۳۰۰۰ سنة واستمرت حتى ۱۰۰۰ سنة ق . م . ثم أعقبتها فترة مطيرة استمرت حتى بعد الالف الثالث بعد الميلاد، وامتدت فترة جفاف قصيرة من ٢٠٠ سنة ق . م الى ۱۲۰۰ سنة بعد الميلاد . ثم اعقبتها فترة مطيرة سادت القرون الوسطى واستمرت حتى القرن السادس عشر من الميلاد . بعدها سادت فترة جافة استمرت حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي . وبدأت الاحوال المناخية من هذا الوقت بالتذبذب على نحو بطيء (١١) لقد نتج عن هذه التغيرات المناخية جملة نتائج بيئية اثرت في تطور الاستيطان البشري في العراق برمته من ضمنها منطقة الدراسة . ومن ابرز هذه النتائج هي (١٢) :-
- التغييرات اليوستاتيكية Eustatic Changes :-
اذ يعد رأس الخليج العربي مستوى القاعدة العام الحالي للانهر العراقية ، فقد تغير هذا المنسوب كثيرا خلال العصر الرباعي .
ففي عصر اليلايوستوسين القديم والاوسط أي في الفترات الدفيئة التي تخللت الفترات الجليدية (جونز - مندل - ريس ) والفترات المطيرة كانت مسؤولة عن ارتفاع مستوى القاعدة العام الى ٣٥ مترا فوق مستواه الحالي ( الحالي ۱۰۰ متر تقريباً ) . الا انه يتذبذب فتارة يصل الى مستواه الحالي وتارة اخرى يبتعد عنه . وهذا يعني حدوث عمر بحري لعدة مرات امتد قسم منها الى شمال بغداد وفي اوقات اخرى تصل الى مستواها الحالي .
ونتج عنها تكون مصاطب نهرية تقع على طول نهر دجلة من القيارة سمالا وحتى بلد جنوبا . وكذلك ما بين هيت وخان البغدادي على نهر الفرات . كما تميز مناخ العراق بسمات المناخ البحري بسبب غمر مياه الخليج اراضي السهل الرسوبي . ولذا نعتقد ان مراكز الاستيطان البشري قد تركزت الى الشمال من بغداد بينما ساد انخفاض عام لمستوى مياه الخليج العربي فترة فيرم الجليدية ، حيث وصل الى ۱۱۰ مترا . وهذا يعني خليج عمان (۱۳) وان الخليج العربي كان واديا جافا . كما ان المناخ الذي ساد العراق في هذه الفترة قد اتصف بالقارية وانخفاض درجات الحرارة لبعد العراق عن التأثيرات البحرية .
وفي عصر الهولوسين ( قبل ۱۰۰۰۰ سنة ق . م ) بدأ مستوى مياه الخليج العربي يرتفع شيئا فشيئا ليصل الى مستواه الحالي بسبب ذوبان الجليد . الا ان هذا المستوى كان في تذبذب فقد تراوح مستواه ما بين بضعة امتار انخفاضا في الادوار الباردة الى 3 امتار ارتفاعا في الادوار الجافة . الا انه بعد ۳۰۰۰ ق . م بدأ الانحسار النهائي لتأثير هذا العصر لتعقبه فترة الجفاف الحالية (١٤) .
لذا تعتقد بان المستوطنين الاوائل استقروا في اعالي نهري دجلة والفرات وبعدئذا فوق المصاطب النهرية الواقعة ضمن منطقة الدراسة وذلك في الالف السادس قبل الميلاد (١٥)
- ظاهرة التصابي النهري Rejuvenation
حيث كان سببها تباينا في مستوى القاعدة . ففي الفترات الرطبة ازدادت تصاريف الاودية والانهر العراقية مما ادى الى تزايد عمليات التعرية لتكوينات انجانه ) الفارس الأعلى المتكونة من الصخور الطينية
والرملية البختياري ( المكتلات الصخريه ) وارسابها حسب احجامها على طول مسافاتها النهرية . لذا نرى ان الرواسب الحصوية الناتجة عن تفتت المكتلات الصخرية تنتشر من بداية موضع الفتحة حتى بلد . هذه المسافة النهرية تعد مرحلة التوازن لنهر دجلة ، بينما تزداد ترسب المواد الطينية والرملية الى الجنوب من مدينة بلد ب أن النهر يدخل في مرحلة الشيخوخة الذي يزيد من نشاط النهر في تكوين سهله الفيضي ( شكل ٢ ) .
وفي الفترات الباردة كان مستوى الانهر ينخفض بسبب تناقص في تصاريفها ، مما ادى الى هجران مستواها القديم واستبدالها بمستوى اوطأ مكونة بذلك مصطبة نهرية . وهكذا تكررت هذه العمليات في العصر الرباعي مكونة مجموعة من مستويات متباينة الارتفاع من المصاطب النهرية التي ذكرت سابقا وقد لاحظ الباحث اثناء الزيارة الميدانية عن وجود ثلاث مصاطب نهرية في منطقة اللقلق الواقعة في الجهة اليسرى من نهر دجلة قبالة مدينة بيجي وكذلك في منطقة مقابل مدينة تكريت . كما اشارت مصادر اخرى الى جود أربع مصاطب نهرية ما بين سامراء وبلد (١٦) وثلاث مصاطب في كل من منطقة القيارة ومنخفض الثرثار (۱۷).
- تغير مجرى نهر دجلة فقد تعرض الى تغير مجراه في قسمه الواقع ما بين سامراء وبغداد فكان يتألف من فرعين شرقي والاخر غربي يلتقيان شمال مدينة بغداد . ان عملية الانتقال بين الفرعين مستمرة على مر العصور مما دفع البابليين الى اقامة سد ترابي ضخم
عرف بسد النمرود ، حيث يقوم السد بتنظيم المياه الجارية على الجداول التي تتفرع منه ومنها : النهروان والدجيل والاسحاقي والفروع الاخرى . ولكن حالة السد قد تدهورت في مطلع القرن الرابع عشر الميلادي . وأدت الى تحول مجرى النهر الى الفرع الشرقي ( مجراه الحالي ) وانقطاع الماء عن فرعه الغربي (١٨) .
اعتقد بعض الباحثين بان اسباب هذا التغير في النظام النهري يعود بعضها الى عملية الارساب في قاع المجرى عقب حدوث الفيضان ، بينما اعتقد آخرون بحدوث التنشيط التكتوني في بعض اجزاء النهر الا اننا نعتقد بان التصابي النهري المتمثل بالنحت التراجعي نحو المنابع قد لعب دورا مهما في هذا التغيير . وقد تسبب هذا في حدوث الاسر النهري لفرع نهري على حساب الفرع الاخر والمثال الذي ذكر انفا هو شاهد على ذلك . وقد نتج عن ذلك اندثار مستوطنات بشرية وبناء مستوطنات اخرى جديدة تبعا لهذا التغير.
وقد لاحظ الباحث ميدانيا ان ظاهرة النحت التراجعي للاودية التي تصب في نهر دجلة ولا سيما تلك التي تنبع من سلسلة تلال حمرين ، حيث كونت لها اودية عميقة خانقية جاءت نتيجة لتباين منسوب نهر دجلة ، الذي يعد مستوى قاعدة محليا لها.
- بدأت معالم نهر دجلة بالاستقرار النسبي تدريجيا منذ الاف الثالث ق . م وذلك عقب الاستقرار النسبي للمناخ الجاف السائد حاليا . الا ان حدوث تذبذبات مناخية قصيرة ادى الى تباين في تصاريف المائية للنهر . مما حدا به إلى تغير مجراه من جزء الى اخر داخل واديه ، وكون بذلك منعطفات نهرية وجزرا ) نظام المتعرج والمتشعب Meandering and Braided river فقد بلغت درجة الانعطاف ما بين ١,٢٥ - ١,٢٦ ، كما بلغت درجة التشعب ما ٣٥ - ٦٥ (۱۹) . وبدأ السهل الفيضى الحديث بالتكوين حيث يبلغ اتساعه حاليا ٢ كم قرب كم قرب منطقة بيجي الى ٧ كم جنوب مصب وادي شيشين بنهر دجلة ومنذ بداية تلك الفترة بدأ تأثيرا الانسان في السيطرة
والافادة من مياه نهر دجله عن طريق اقامة مشاريع الري .في الفترة الجافة الحالية ايضا بدأت الكثبان الرملية بالتكون بسبب انتظام هبوب الرياح الشمالية الغربية ووجود مصدر رملي منتظم ( تكوين انجانه ) وذلك قرب الممرات التي تخترق سلسلة تلال حمرين كمنطقتي العيث وبيجي .
٢ - تحليل المظهر الارضي : -
لقد برزت من خلال هذه العوامل مجتمعة ثلاثة انظمة تضاريسية متباينة في خصائصها ومكوناتها البيئية على النحو الاتي ( شكل ٣ ) : -
- نظام سلسلتي حمرين - مكحول واقدامها :
توجد هاتان السلسلتان في الجهة الشرقية من منطقة الدراسة ويبلغ ارتفاعهما ما بين ٤٠٠ – ٥٠٠ متر فيما تزيد قممها على ذلك حيث تصل الى ٥٨٠ مترا في سلسلة تلال حمرين الشمالية . وتظهر قممها بهيئة هضبات وشواهد صخرية . وتعد منطقة تقسيم المياه للاودية المنحدرة على اطرافهما ( شكل ٤ ) .
وتظهر سلاسل الحواف ( ظهور الخنازير والكويستات ) ومنخفضاتها ابتداءا من خط الكنتور ۳۰۰ متر باتجاه قممها . وتقطعها مجموعة من الأودية الخانقية ، والتي تبدأ باحواض تغذية ( شكل ١٤ ) . وتخرج هذه الاودية الى المناطق المجاورة للسلسلتين مكونة مراوح فيضية متلاصقة . تسود التربة الصخرية الضحلة منحدرات السلسلتين بينها ترب فيضية ضحلة في قدماتها تغطيها شجيرات متفرقة من السدر . كما تجود بالنباتات الرعوية في فصل الربيع . لذا فان مربي الاغنام يرتادونها في فصل الربيع .
- نظام السهل التجمعي : - يقع هذا النظام الى الجنوب من المراوح الفيضية محصورة بين ٢٠٠ - ١٥٠ متر وتتميز اراضيه بعدم الاستواء او تموج كلما اقتربنا من السلسلتين ، حيث تقطعها مجموعة من الاودية الخانقة ذات جوانب حادة . كما تنشر عليها مجموعة هلالية متحركة من الكثبان الرملية يصل ارتفاعها من عدة امتار الى ١٥ مترا كما هو الحال في منطقتي بيجي والعيث ويمثل الرمل ٩٢ - ٩٥٪ من مكوناتها (٢٠) . ويوجد العديد من المنخفضات المغلقة تصب فيها مجموعة من الاودية الضحلة تكون خباري وفيضات تكون مرتعا جيدا لنمو النباتات الرعوية فيها ومن اشهرها منخفضا الثرثار والشارع .
تسود هذه السهول ترب جبسية وجبسية حصوية ضحلة لا تصلح للزراعة بسبب ضحالتها من جهة وكون منطقة الدراسة برمتها تقع جنوب الخط المطري ۳۰۰ ملم . لذا فان النباتات الصحراوية تنشر على نحو مبعثر كالشيح والسلماس والكبر وغيرها .
![]() |
شكل 3 : الانظمة التضاريسية لمنطقة الدراسة |
- نظام السهل الفيضي النهري : توجد هذه السهول على طول ضفاف نهر دجلة ابتداء من خط كنتور ۱۰۰ متر وكذلك على طول مجرى الثرثار ومنخفضه فقد تكونت بفعل الارساب النهري وتتألف من الحصى الخشن والناعم المتداخل في الرمال بهيئة عدسات او طبقات رقيقة بهيئة مصاطب نهرية بمستويين ممتدة الى المصطبة القديمة والواقعة بعيدا عنهما.
وتنتشر على شواطيء نهر دجلة سهول فيضية حديثة التكوين وجزر نهرية . تتكون من ترسبات نهرية حصوية وغرينية ورملية ذات ترب مزيجية . كما تنشر العديد من البحيرات الهلالية المندثرة تظهر واضحة للعيان في الصور الجوية كما هو الحال في قرية الحوائج.
![]() |
شكل 4 أ : يمثل احد احواض التغذية و قناة الجريان شكل 4 ب : يمثل مجموعة من المعالم التضاريسية الشائعة في المنطقة |
٣ - تطور الاستيطان البشري :
تعد المستوطنات البشريه اماكن مختارة للتسهيلات التي تقدمها العوامل الجعرافية مواضع ضمن المظهر الارضي . لذا فان اختيار مواضع القرى مراكز لاستيطان الانسان لم يأت اعتباطا ولم يكن نمط توزيعها مصادفة وانما هناك جملة عوامل طبيعية وبشرية اثرت في اختيار مواضعها وفي نمط توزيعها تبعا للامكانات البيئية المتوافرة . بالنظر لتمتع منطقة الدراسة بمؤهلات طبيعية ساعدت على قيام العديد من المستوطنات البشرية بلغ عددها ٨٤ مستوطنة تعود الى مختلف العصور (۲۱) ومن ابرز هذه المؤهلات هي :
- تتمتع منطقة الدراسة بموقع جغرافي يتوسط الشرق والشمال والغرب من جهه ومن الجنوب والشمال من جهة اخرى . لذا فقد ارتبط بعض مستوطناتها الواقعة في الجهة اليسرى من نهر دجلة بالطريق التجاري الذي يصل الشرق ( الفرس ) بالشمال والغرب ( الروم ) كما ارتبط بعضها بالطريق التجاري الذي يربط الخليج العربي والسهل الرسوبي ( حضارة سومر وبابل ) من جهة وبالشمال ( حضارة آشور ) من جهة اخرى . ومما يستدل على ذلك وجود عدة خانات كانت تمثل محطات استراحة القوافل المارة بها.
- برزت اهمية المنطقة في ارتباطها الوثيق بالدولة الاشورية لقربها من العاصمة الاشورية ( آشور ) من جهة وبدولة الحضر ( الحضر ) من جهة اخرى . كما اصبحت مدينة تكريت مقرا مهما للمذهب اليعقوبي واستمرت اهمية المنطقة في العصر العباسي بعد اصبحت سامراء عاصمة للخلافة العباسية لقربها منها . لذا فقد اصبحت بعض من مواقعها الاثرية ثغوراً وقلاعاً ومقرات للجيوش ولا سيما تلك التي تقع قرب المعابر المائية ( المخاضة ) لنهر دجلة .
- لعدم وجود مورد مانیه دانمه الجريان ووقوع المنطقة ضمن الاقليم الصحراوي ، برزت اهمية نهر دجله وسهله الفيضي الذي يعد عصب الحياة لسكان المنطقة فقد اقيمت ( ٤١ ) مستوطنه من مجموع ٨٤ مستوطنه بشریه موجودة في المنطقة على نهر دجلة . وقد اختيرت الجوانب المقعرة او رقاب المنعطفات او فوق المصاطب النهرية لما توفره هذه المواضع من حماية و امن من الفيضانات من جهه وسهولة الاشراف على الاراضي الواقعة حولها من جهة اخرى برزت اهمية السهل الفيضي في سهولة شق عدة جداول اروائية سواء في داخل السهل الفيضي او تلك التر التي اتجهت نحو السهل التجمعي وبموازاة النهر . ولم يقتصر الامر لهذا الحد وانما استغل سكان المنطقة مياه النهر ، في النقل المائي بواسطة الاكلاك . وقد ظهرت هذه الاهمية في الدراسات التي اجريت مؤخرا عن مدينة تکریت (۲۲).
- لانتشار مساحات واسعة من الاراضي الرعوية اصبحت حرفة الرعي تمثل مصدرا لنشاط العديد من المستوطنات التي اقيمت عند قدمات سلسلة تلال حمرين ومكحول والتي بلغ عددها ( ١٤ ) مستوطنة وكذلك تلك التي تقع في السهل التجمعي حيث بلغ عدد مستوطناتها ( ۲۹ ) مستوطنة وكما هو موضح في الجدول ( ٢ ) .
![]() |
جدول 2 : تكرار الاستيطان البشري في المواقع الأثرية حسب مواقعها الارضية المصدر : مديرية الاثار العامة 1970 / المواقع الاثرية , مطبعة الحكومة - بغداد |
يظهر من الجدول المذكور آنفا عدة حقائق ابرزها : -
- شهدت منطقة الدراسة احدى ابرز مناطق العراق قدما بالاستيطان البشري اذ بلغ عدد المستوطنات التي تعود قبل ۳۰۰۰ سنة ق . م : ( ۷ ) مستوطنات تركزت قيامها على المصاطب النهرية ( ٤ ) حيث بدأ السكان بممارسة حرفة الزراعة الاروائية بينما بقيت ثلاث مستوطنات تمارس الرعي.
تميزت الفترات الاشورية والساسانية والاسلامية باقامة المستوطنات في المنطقة على ضفاف الانهار حيث قام السكان باستغلال السهل الفيضي وفي شق الجداول الاروائية وبرزت مدينة تكريت احدى ابرز المدن في المنطقة .
- ان توزيع النمط الخطي للمستوطنات كان سائدا انذاك حيث تركز السكان على طول نهر دجلة وطرق القوافل ، بينما ساد النمط المبعثر بقية ارجاء الاقليم . يلاحظ ان السنوات التي نظام اقيمت على السلاسل التلالية واقدامها كان ضعيفا بعض الشيء قياسا بالمستوطنات القديمات الواقعة في الاقليم شبه الجبلي ، ويعود ذلك الى قلة العيون والكهاريز الدائمة الجريان في المنطقة الدراسة .
لقد نتج عن استمرار التغيرات الحاصلة في تغير مجرى نهر دجلة في مجراه واستمرار النحت التراجعي الذي سبب تعميق المجرى لقاعه قد تسبب في اندثار العديد من المستوطنات البشرية الواقعة على نهر دجلة وقنواته الاروائية . كما ان تزايد حد الجفاف الذي اصاب المنطقة قد اثر على نحو واضح في المستوطنات الواقعة في السهل التجمعي وقدمات السلسلتين . فضلا عن التبدل الحاصل بطرق النقل ووسائطها التقليدية بطرق حديثة ووسائط نقل حديثة قد ادى الى اندثار المستوطنات الواقعة على الطرق القديمة . وبأزاء ذلك فقد بنيت مستوطنات بشرية متكيفة مع الوضعية الجديدة التي احدثتها هذه التغيرات . حيث توجد ١٤٦ مستوطنة بشرية سواء كانت بهيئة قرى او مدن او دور متناثرة يقوم فيها ٩٧٦٦٧ نسمة لعام ۱۹۷۷ ، اي نسبة تساوي %۲۷٫۷. من مجموع محافظة تكريت ( يقصد الكاتب محافظة صلاح الدين ) والبالغ نفوسها ٣٥٢٣٥٧ نسمة بينما وصل عدد سكان منطقة الدراسة الى ١٥٩٥١٩ نسمة لعام ۱۹۸۷ ومثلت نسبة قدرها ٢٥٫٥ ٪ من سكان المحافظة (٦٢٦٥٣٢ نسمة ) .
من الدراسة ظهر ان مدينة تكريت هي مدينة ذات استقطاب لاقليمها المتمثل بمنطقة الدراسة الذي يتضمن اقضية اقضية بيجي والدور ومركز قضاء تكريت حيث بلغ نفوسها ۲۱۳۷۸ نسمة حسب تعداد ۱۹۷۷ وتعد المركز الاداري للمحافظة بعامة (۲۳) .
تبعا للاختلاف في المنفعة المكانية وما توفره المواضع الحالية للمستوطنات البشرية ، فاننا بامكننا الكشف عن التوزيع النمطي للمستوطنات في المنطقة اعتمادا على المعطيات التضاريسية والعوامل المكونة لها. حيث تظهر ثلاثة انماط رئيسة للتوزيع الجغرافي للمستوطنات والموضحة في الشكل ( ٥ ) :
- مستوطنات السهل الفيضي : - تعد هذه السهول من اكثر اجزاء المنطقة قدرة على اعالة السكان . اذ ضمت ٥٧ مستوطنة بلغ عدد سكانها ٦٥٩٥٩ نسمة لعام ۱۹۷۷ وبذلك تكون نسبة سكانها ٦٧,٥٪ من سكان منطقة الدراسة ، كما تمتاز معظم القرى بكبر حجمها اذ تزيد على ٥٠٠ نسمة .
تنتشر هذه المستوطنات بهيئة نمط خطي على طول نهر دجلة وسهله الفيضي الذي هيء فرص للزراعة الاروائية الكثيفة وشق الجداول الاروائية منها : جدول العلم ، والبو عجيل ودجلة وغيرها
مستوطنات السهول التجميعية : - يتألف هذا النمط من ۷۲ مستوطنة بلغ تعداد سكانها ۲۸۳۰۳ نسمة وتكون نسبة قدرها ۲۹٪ من مجموع سكان المنطقة وتنتشر مستوطناتها بهيئة قرى و دور سكنية مبعثرة يرتبط وجودها بالابار اليدوية والالية التي حفرت مؤخرا ولا سيما في قضاءي الدور وتكريت . وقد افاد سكانها من امتدادات الرواسب للمصاطب النهرية القديمة ، اذ تعد من أكثر الطبقات الحاملة للمياه الجوفية الغنية في المنطقة لذا تحولت مساحات واسعة من اراضيها الرعوية الى الزراعة الاروائية فقد قدر عدد الابار ما بين منطقة الفتحة شمالا والحدود الادارية لناحية الناحية العلم جنوبا : ٤٥ بئرا يدويا يتراوح مجموع الاملاح ما بين ١٦٠٠ ملغم / ل الى ٦٠٩٧ ملغم / ل ، كما توجد ٢١ بئرا اليا بلغ ملوحة مياهها ما بين ۲۰۰۰ - ۷۰۰۰ ملغم / ل (٣٤) . كما ان هناك امكانية تحويل بقية الأراضي الى زراعة اروائية عن طريق احياء الجدول الاروائي العباسي والحديد المندثر .
- مستوطنات السهول القدمية : بلغ عدد مستوطناتها ۱۷ مستوطنة يقطنها ٣٤٠٥ نسمه اي ٣,٥٪ من مجموع سكان منطقة الدراسة . ولملوحة آبارها المحفورة فقد كان الاستيطان ضعيفا حيث يمتهن سكانها حرفة الرعي . مستفيدين بذلك من سلسلتي حمرين ومكحول مراعي الاغنام المنطقة على نحو دائم .
![]() |
شكل 5 : التوزيع الحجمي للتجمعات البشرية لعام 1977 |
نتائج البحث : -
لقد اظهر البحث جملة امور منها : -
١ - كان للمظهر الارضي المتمثل بانماطه التضاريسية الثلاثة السبب الرئيس في التوزيع النمطي للمستوطنات البشرية قديما وحديثا . الا ان هذا المظهر عکس تباينا في امكانياته الطبيعية حسب انماطه ، اذ تبين أن المستوطنات الكبيرة الحجم تركزت في السهول القيضية النهرية وطرق النقل بهيئة نمط خطي معتمدة على مياه نهر دجلة الذي يعد عصب الحياة لسكان المنطقة . بينما تناثرت مستوطنات صغيرة الحجم في السهول التجميعية والقدمات بسبب ضعف ملاءمة مواضعها لتلبية حاجات سكانها المتنامية .
۲ - أثرت الاحداث البيئية تأثيرا بارزا في جعل من الاماكن المهمة في قيام اولى المستوطنات البشرية فيها . كما كانت للبعثرات والتذبذبات المناخية قدر لا يستهان به من التأثير في التصاريف المائية لنهر دجلة جعله يغير مجراه داخل واديه مما قاد الى اندثار مستوطنات وبناء مستوطنات جديدة متكيفة لهذه المتغيرات . كما اصبح سهله الفيضي من افضل المواضع في اعالة السكان قديما وحديثا . كما اثرت طرق النقل تأثيرا مهما في قيام مستوطنات بشرية الا ان تغير مساراتها من جهة ونوع الواسطة من جهة اخرى ادت نفس النتائج من الاندثار والبناء .
المصادر :-
١-
A.L.Bloom. 1979/ Geomorphology. Printic of India, New Delhi. P. 5, 28
۲ - د . طه محمد الجاد ۱۹۸۳ / الجيمورفلوجية مجالها ومقياس الدراسة فيها وعلاقتها بالعلوم - نشرة دورية. قسم الجغرافية ، جامعة الكويت - الكويت ، العدد ٥٤ ، ص ١٢ - ١٥
-٣ المديرية العامة للمسح الجيولوجي والتحري المعدني ۹۱۸٥ / خارطة العراق الجيولوجيا الاقتصادية . بغداد
٤-
A- Barazanji et al 1984 / Geological investigation and geophysical analysis of Fatha area. Jour. of of water resources - Baghdad Vol. 3, No. 2. P. 142.
ه - د . فؤاد عبد الوهاب العمري ۱۹۸۸ / تلال حمرين - دراسة جيمورفولوجية لاقسامها الشمالية الغربية - بحث مقبول للنشر ، مجلة
ابحاث ، جامعة صلاح الدين ص ٥ A- Barazanji 1984 / Op. Cit., P. 147
۷ - د . جواد زاوین ١٩٨٥ / تطبقات التحسيس النائي في التحليل التكتوني للتراكيب الخطية في شمال غرب العراق - الندوة الوطنية الاولى للتحسس النائي المنعقدة ٢٦ – ۲۸ تشرين الاول ، ج ١ ، بغداد
۸ - وليم دي . ثورينري ١٩٧٥ / اسس الجيمورفولوجيا – ترجمة د . وفيق الخشاب ، مؤسسة دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل ص ٤٩
۹ - د. علي حسين الشلش ۱۹۷۹ / التباين المكاني للتوازن المائي وعلاقته بالانتاج الزراعي في العراق مجلة الخليج العربي ، جامعة البصرة ، المجلد ١١ ، العدد ١ ، ص ٤١
١٠- W- Nutzel. 1976 / The Climate Changes of Mesopotamia and bordering areas ص ۱٤ ، ۲۱ ، ۲۳ مجلة سومر الجزء ١ ، ٢ ، المجلد ٣ ، بغداد
١١- اوستن ملر ۱۹۷۲ / علم المناخ - ترجمة محمد المتولي / مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرة ، ص ٤٣٦ - ٤٤٢
۱۲ - د . فؤاد عبد الوهاب العمري ۱۹۹۲ / اثر التغيرات المورفوديناميكية للعصر الرباعي على السهل الرسوبي في العراق - المؤتمر العلمي الاول لجامعة القادسية ، المنعقد ٢٥ - ٢٧ تشرين الاول ، ۲۷ ص ٤ - ٠٨
١٣ -
W- Nutzel 1975 / The formation of the Arabian Gulf from 1400 B-C. مجلة سومر ، المجلد ۳۱ ، ۱ ، ۲ ، بغداد ص ۱۰۳
١٤ - مأمون الحافظ ۱۹۸۳ / عوامل حاسمة في مناخ شرقي البحر المتوسط . مجلة الجمعية الجغرافية السورية ، المجلدان ۷ ، ٨ ايار، دمشق ، ص ٧٨ ، ٧٨
١٥ - احمد سوسة ۱۹۸۳ / تاريخ حضارة وادي الرافدين . ج ۱، ص ٧٥ ، ٢٠٥ . در الحرية للطباعة بغداد
- ١٦
P. Euringh 1960/ Soils and soil conditons
in Iraq Baghdad. P. 123.
-۱۷
Voute C. and wedman. E.J- 1963/ The quatemary climat as a morphological agent in Irak, Unesco Change of climate, Paris
- PP. 395 - 402
۱۸ - احمد سوسه ۱٩٨٦ / تاریخ حصاره وادي الرافدين - ج ۲ ، دار الحرية للطباعة ، بغداد ص ٦٧
١٩-
Andrew Geodie et al 1985 / The Encyclopa- edic dictionary of physical geography Black well, New York U.S.A. P. 75.
۲۰ - د . فليح حسن الطائي ١٩٨٤ / واقع التصحر في الجمهورية العراقية وطرق مكافحته . الندوة العربية الاولى لتثبيت الكثبان الرملية ومكافحة التصحر - المنعقدة ١٤ - ٢٢ / ت ا ، بغداد ص ۱۹
٢١ - مديرية الاثار العامة ۱۹۷۰ / المواقع الاثرية في العرق - مطبعة الحكومة ، بغداد ، ص۷۳ ، ۷۹، ٨٠ . ٢٧٧ - ٢٧٩
٢٢ - مرکز احياء التراث العلمي العربي ۱۹۹۱ / ندوة تكريت ودورها في التراث العربي . المنعقدة ۲۷ - ۱۹۹۱/۱۰/۲۸ بغداد ـ جزئين .
٢٣ - وزارة التخطيط - الجهاز المركزي للاحصاء / نتائج التعداد العام للسكان لسنة ۱۹۷۷ ، ۱۹۸۷ - بغداد .
٢٤ - صبار عبدالله القيسي ۱۹۹۲ / الظروف الهيدروجوالاوجوية لحوض عجيل الثانوي - رسالة ماجستير ، ( غير منشورة ) ، جامعة بغداد / كلية العلوم ، قسم علوم الارض ملحق ۳ - ١ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب رأيك او اضافتك هنا