الأربعاء، 2 يوليو 2025

الرئيسية الجغرافية التاريخية لمدينة تكريت

الجغرافية التاريخية لمدينة تكريت

الجغرافية التاريخية لمدينة تكريت

الاستاذ الدكتور صالح فليح حسن الهيتي
كلية الاداب - جامعة بغداد

(( هذه المقالة مفرغة نصيا من كتاب موسوعة مدينة تكريت الجزء الاول , الصفحة 23 و هي مكتوبة في بداية التسعينات من القرن السابق , و ان الغرض من اعادة نشرها هو زيادة المحتوى التاريخي عن مدينة تكريت و تطوير المحتوى العراقي و العربي حيث ان هذه المقالة و عشرات من المقالات الاخرى مازالت مدفونة في الكتب و ليست منشورة على شبكة الانترنت رغم فقدانها لحقوق النشر بسبب التقادم حيث ان نشرها مشاعا من دوره التسهيل على الباحثين الوصول الى المقالات الاصلية و كل المصادر التي من شأنها مساعدتهم على بناء المحتوى الاكاديمي و الابداعي و الله من وراء القصد ))

تعني الجغرافية التاريخية بجغرافية الماضي (١) ويمكن تعريفها بانها احد فروع الجغرافية التي تجمع ما بين علم المكان كجغرافيا من جهة وعلم الزمان كتاريخ جهة اخرى . وعلى ضوء معرفتنا للاوضاع الجغرافية في الماضي نستطيع ان تتعرف على كثير من الحقائق والحوادث التاريخية التي يصعب تفسيرها الا بمعرفة كافية للظروف الجغرافية حينذاك . فالتاريخ من غير جغرافية كما قال بيتر هايلين كالجثة الميتة لا حياة فيها او حراك ، كما ان الجغرافية من غير التاريخ قد تكون لها حياة او حركة ولكنها بغير نظام او نسق (۲) 

وقد كشفت الدراسات ان جغرافية المكان ليست ثابتة ايضا . بل متغيرة وتغيرها يؤثر في سير الحوادث التاريخية (٣) . وحين تدرس الجغرافية التاريخية لمدينة موغلة في القدم كمدينة تكريت قد اتخذت مستوطنا بشريا ربما قبل ظهور الكتابة والتدوين ، لابد لنا ان نبحث في ظروف النشأة للموضع والموقع . اي للمنطقة المحيطة بها والتي يطلق عليها في اغلب الاحيان اقليمها الذي تمثل قطب الجذب فيه والمركز , ولذا فان هذا البحث يهدف الى التعرف على البدايات الاولى لنشوء المدينة وتطور اهميتها عبر العصور التاريخية ، والتي ربما ينعكس على تطور المدينة في مراحلها المختلفة . 

ولا نريد هنا ان ننحو منحى الجيولوجيين في البحث عن الازمان السحيقة في القدم قبل ظهور الانسان لاننا امام دراسة مدينة . والمدينة احدى مستقرات الانسان التي تطور عن القرية الزراعية بوصفها المستقر الذي سبقها . وسوف تكون دراستنا مقتصرة على التطورات المناخية للفترة الدفيئة التي اعقبت فترة فيرم الجليدية التي تقدر بفترة تتراوح ما بين ١٥٠٠٠ ١٨٠٠٠ سنة قبل الان (٤) . 
اذ بدأ المناخ يتغير تدريجيا ويميل الى الدفء ان هذا التحول المناخي ادى الى تغير المناخ في المناطق الصحراوية الحالية من المناخات المطيرة اي مناخات شبه جافة . وتحولت المراعي الخضراء في الجزيرة العربية والبوادي الاخرى الى مناطق شبه جافة وقلت المياه الوفيرة ونضبت المجاري . وافضى ذلك الى ان يتجمع الانسان حول منابع المياه المستديمة . وبدأ استئناس الحيوانات وبخاصة ذات الظلف منها كما يقول چايلد حيث وجدت بالانسان الحماية والمأوى (٥) . ولعل منطقة ما بين النهرين والمناطق القريبة منها تمثل المواقع الأولى التي شهدت هذا التحول . وكانت افضل مناطق العالم المهيأة لان يتعلم فيها الانسان الزراعة الى جانب استئناس الحيوان . حيث مثلت مناطق اعالي الفرات في العراق وسورية وهضاب فلسطين والاراضي المتموجة في العراق على حافات الصحارى البيئة المثالية كي يتعلم فيها الزراعة . اذ تنمو في هذه الاجزاء حشائش الاستبس من الفصيلة النجيلية التي تعود اليها حشائش القمح والشعير البرية . كما ان التغير الفصلي في المناخ ، حيث يوجد فصل جاف طويل وفصل مطير قصير يؤدي الى ان تنمو تلك الحشائش ثم تجف وتموت ويجمع الانسان بذوره منها كي يدخرها لفصل لا توجد فيه . كل ذلك ادى الى ان تنمو زراعة الحبوب قرب الواحات او موارد المياه المستديمة التي استوطنها الانسان في هذه المناطق (٦) .

واذا ما استعرضنا اقدم المستوطنات الزراعية البشرية التي كشفت عنها التنقيبات لوجد أنها لا تخرج نطاق هذه البيئة ( شبه الجافة ( فاقدم مستوطن تم العثور عليه في الموضع المسمى ( المريبط ) ويعود تاريخه الى الالف التاسع قبل الميلاد ويقع هذا الموضع على من بعد ميلا ( ۸۰ كم ) شرقي ضفة حلب قريبا من الفرات الغربية ، والذي اطلق عليه تجاوزا بيت آدم (۷)  كما يقول د . عفيف بهنسي ولعل اريحا في هضاب فلسطين التي حددت فترة الاستقرار فيها ما بين ٨٣٥٠ - ٦٧٧٠ قبل الميلاد تعقب ذلك المستوطن وهي غالبا ما يشار اليها بوصفها اقدم مدينة في العالم او قل اقدم قرية زراعية (۸) اما في العراق فان اقدم المستوطنات البشرية التي كشفت عنها التنقيبات هي الاخرى في المنطقة المتموجة . اذ تعتبر جرمو التي تقع قرب جمجمال اقدم قرية وحدد تاريخ سكناها قبل ٦٧٥٠ ق.م (٩). ومن المواضع الاخرى تل حسونة ( ٦٠٠٠-٥٠٠٠ ق.م) الذي يقع على بعد ٣٥ كم جنوب الموصل . وام الدباغية ) ۵۷۰۰ ق.م ) الذي يقع قرب الحضر . وتل الصوان  ٥٥٠٠٠ - ٥٠٠٠ ق . م ) والذي يقع على بعد ١٢ كم جنوب سامراء (١٠) 

ان استعراض مواقع المستوطنات الزراعية الاولى في العراق يشير الى انها كانت تحيط بموقع مدينة تكريت الحالية . فيكاد موقعها الحالي يتوسط المسافة بين ام الدباغية في الشمال الغربي ( قرب الحضر ) وتل الصيوان ( قرب سامراء ( في الجنوب منها ( لاحظ الخارطة رقم ١ ) .

ولقد كشفت التنقيبات الحديثة عن وجود مستوطنات اخرى اقرب الى موقع تكريت منها شلفحت والناعور والمبدد تعود الى الالف السادس قبل الميلاد (۱۱) . ومستوطنات اخرى كانت تقوم على وادي الثرثار مثل تلول سفرة والميمون والصواجع وام تلیل (۱۲) هذا العرض نستخلص ان المنطقة المحيطة بتكريت كانت مسكونة بالمجتمعات الزراعية الاولى التي كانت تمثل اولى بذور الاستقرار في العراق بل في العالم. 

ظروف النشأة الاولى 

على الرغم من انه لا تتوافر حتى الان ادلة آثارية عن بداية الاستقرار في موضع تكريت (۱۳) ، الا انه قد يمدنا موقع المدينة بمؤشرات على ذلك . 

تقع مدينة تكريت في المنطقة المتموجة من العراق ، وعلى الضفة الغربية من دجلة ، بل في اقصى جنوب تلك المنطقة ، بعد ان يجتاز نهر دجلة سلسلة جبال حمرين ومكحول عند مضيق الفتحة . ولا تبعد كثيرا عن راس دلتا دجلة او بداية السهل الرسوبي وغالبا ما عدها الجغرافيون العرب الحدود الشمالية للسواد . فيحدد السواد ما بين هيت على الفرات وتكريت على دجلة (١٤) ان اختيار الموضع الاول على تنوء او جرف صخري مرتفع على نهر دجلة الذي يؤمن لها الحماية من الفيضان وطغيانه يلقي ضوء آخر يكشف عن ظروف النشأة الأولى واذا ما أريد تجميع الخيوط السابقة فيمكن التوصل الى : 

أ - ان مدينة تكريت تقع في المنطقة المتموجة ذات المناخ شبه الجاف التي ظهرت فيها اولى المستوطنات الزراعية في بلاد الرافدين التي انتشر فيها السكن ومنها الى بيئات اخرى 

ب - ان مدينة تكريت تقع في منطقة بينية ما بين المنطقة المتموجة التي تقع في اقصى طرفها الجنوبي وبين راس الدلتا او السهل الرسوبي . اي كما يقول الدكتور جمال حمدان ما بين الرمل من جهة والطين من جهة اخرى 

ج - اتخذت مدينة تكريت موضعا على نهر دجلة في الجانب الايمن وعلى الجرف الصخري المرتفع المحمى من الفيضان بينما ينفتح قبالته على الضفة اليسرى سهل زراعي يصل عرضه الى ٣ كيلومترات احيانا  .  

خارطة رقم 1
عن د.صالح فليح حسن (( الجغرافية التاريخية للتطور الحضري لارض مابين النهرين ))
مجلة كلية الاداب - جامعة صنعاء العدد الثالث 1982


ان هذايشير الى ان نشأة المدينة لا تتعدى الاحتمالات الاتية :-   

1- الاحتمال الاول : ربما كانت نشأتها تعود الى عوامل عسكرية فقد بنيت فيها القلعة على الجرف الصخري الناتيء في موضع محصن بماء النهر . فكان ملجأ التجأ اليه اليه السكان بعد ان ازداد عددهم في المناطق الزراعية . ولعل ما يرجح هذا الرأي ان احد اسماء مدينة تكريت في الماضي كان ( برتو ) او ( برثل ) التي تعني في اللغة الاكدية القلعة المحصنة (١٥) . وجاء ذكرها في اطلس بطليموس باسم « برثه » . كما قيل في تكريت انها رومانية مأخوذة من الكلمتين اللاتينيتين 

Meonia Tigrides 

 التين تعنيان قلعة دجلة (١٦)  وربما يؤيد هذا رأي الدكتور فاروق الراوي الذي اكد على قلعتها واهميتها العسكرية في النصوص المسمارية و انها اقرب الى لفظة ثغر او الثغرين (۱۷) وقد استمر موقعها ذو الاهمية العسكرية يؤدي دوره لجميع الدول التي قامت في العراق ابتداء من الدولة الاكدية والاشورية و البابلية او الدول التي اصبح العراق تحت نفوذها و سيوافينا العرض التاريخي بذلك فيما بعد .  

 2- اما الاحتمال الثاني : ، فان موقعهما بين بيئتين متباينتين في الانتاج هما المنطقة المتموجة شبه الجافة الرعوية في طبيعتها ومنطقة السواد او السهل الرسوبي ذات الزراعة الاروائية •ادی الى تطورها سوقا للتبادل لانها انسب نقطة تبادل بين هاتين البيئتين . حيث يمكن ان تصل قوافل البدو الرحل اليها لتتمون منها ما تحتاجه خلال السنة . وتعرض منتجاتها من السمن والحيوانات والاصواف للبيع .وقد يرجح هذا الرأي القائل بان اسم تكريت قد تحرف من كلمة سريانية هي » تجريت » اي المتجر لاشتهار اهلها بالتجارة (۱۸) 

ويضيف الى أهميتها التجارية انها تمثل عقدة مواصلات سواء على الطرق البرية أم النهرية . حيث تلتقي عندها طرق النقل البرية التي تحاذي وادي دجلة وتمر به سواء القادمة من الشمال من آشور أم من الجنوب من بابل او المتجهة نحو الغرب الى مدن الفرات او نحو الشمال الشرقي. ويمثل النهر طريقا مائيا استخدم منذ اقدم العصور ، وعند موقع تكريت يهدأ جريانه قبل أن يتهيأ للدخول الى السهل الرسوبي فهي محطة انقطاع . 

وسنرى ان هنالك نصوصا مسمارية تمثل عقودا بين تجار المدينة وتجار من  خارجها 

 

3- الاحتمال الثالث :-  ويحتمل ان نشأة المدينة الاولى تعود الى عوامل دينيه . فيشير الدكتور فاروق الراوي الى ان اقدم الادلة الكتابية ) في الكتابات المسمارية ) تشير الى ورود ذكرها في نحو القرن السادس عشر قبل الميلاد في الوثائق التي عثر عليها في سبار ( قرب اليوسفية ( ولكن الاشارات الى المدينة ازدادت في القرن السابع قبل الميلاد . فمن الوثائق التي وجدت في مدينة الوركاء نقرأ النص الاتي : « ان قرابين جاشان اله الوركاء ونانا اله مدينة تكريت » ويعلق وهنا اقترنت تكريت بمركز من اعرق المراكز الحضارية وهو الوركاء الذي اقترن بذكر اسم الاهها مثل اقتران تکریت باسم نانا آله القمر الذي عبد على نحو شائع من قبل سكنة الجزيرة العربية .(۱۹) وقد يكون لهذا الاله معبد في هذه المدينة التي نشأت وتطورت من حوله ولكن هذا يعد اضعف الاحتمالات، على أن اهمية المدينة استمرت مركزا دينيا فيما بعد . وقد يلقي ذلك ضوءا على تلك الجذور الاولى . وايا كان العامل الاول او الرئيسي في نشأة المدينة الاولى فان العوامل الاخرى تضافرت لتبقي المدينة مستقرا بشريا استمرت فيه السكنى على نجو متواصل منذ اقدم العصور وحتى .الوقت الحاضر 

الموضع الاول :-


تقع مدينة تكريت بازاء شبكة الاحداثيات ( اي موقعها الفلكي ) عند تقاطع دائرة عرض ٣٦ ٣٤ شمالا وخط طول ٤٣٤٢ شرقا . اما موضعها الذي يقصد به من وجهة نظر جغرافية البقعة المحدودة التي تقوم عليها المدينة ومن ضمن حدودها الادارية او تلك التي تحتلها مساحتها المعمورة او المبنية ، فيكاد ان يكون قائما ثابتا لم يتغير على مر العصور وذلك لانها مدينة محصنة بسور قديم زيدت استحكاماته في مختلف العصور . فقد كشفت التنقيبات الحديثة (١٩٦٩) ان السور يتكون من ثلاثة جدران متلاصقة بنيت في ازمان مختلفة (٢٠) 

بنيت مدينة تكريت على تلين مرتفعين طوليين قائمين على جرف ، او حافة صخرية ، ممتدين على طول نهر دجلة يفصل بينهما واد . يتمثل الاول بالتل الغربي الذي تحتله قلعة تكريت الحصينة التي يطلق عليها تكريت العتيقة والثاني التل المقابل التي تحتله قطاعاتها السكنية وهو يسمى بتكريت الجبل ويقطعه واد يسمى ( الخر ) تنحدر فيه سيول الامطار في فصل الشتاء والربيع وينتهي عند منطقة تسمى باب القلعة وكانت مركز المدينة حيث السوق القديم والجامع (۲۱) . ويحيط بالتلين سور يطوقه خندق من الخارج ( لاحظ خارطة رقم ٢ ) . 

خارطة رقم 2
عن د.جابر خليل ابراهيم

ويعد ذلك سببا في اطلاق صيغة التثنية على تكريت باسم تكريتين (۲۲) فالقلعة بيضوية الشكل تمتد من الشمال الى الجنوب ، طولها ٤٣٥م وعرضها ١١٤ م تعلو نهر دجلة بما يقرب من ستين مترا . ويحيط بها عدا جهة الشرق خندق عمیق عرضه سبعة وعشرون مترا ، يتصل طرفاه بنهر دجلة حيث كان يملأ بالماء بواسطة نواظم مقامة عند طرفه الشمالي (عند القائم الصغير ) كانت تفتح في الاوقات التي كانت تتعرض فيها المدينة الى الحصار ،وتصبح  القلعة عندها وكأنها جزيرة محاطة بالمياه . ويقوم فوق الحافات العليا سور للقلعة كانت اسسه واضحة سور في اواخر الستينات من هذا القرن ( يقصد القرن السابق حيث ان المقالة مكتوبة في تسعينات القرن السابق) . وفي الطرف الجنوبي الغربي من قاعدة القلعة كانت بوابتها الوحيدة من الخارج واضافة الى البوابة المذكورة هناك تفق او ممر معقود بالقرب من الركن الجنوبي الشرقي للقلعة يصل ما بين قمتها ونهر دجلة ربما يكون احد المنافذ السرية فيها ) (٢٢) ويحيط بالمدينة سور طوله اربعة اميال ( ٦,٥ كم ) وقطره لا يزيد على الميل الواحد تقريبا ( ١,٦ كم ) يبتدىء من فوق الجرف القائم على نهر دجلة الى الشمال من قصبتها في منطقة شائكة المسالك تعرف لدى سكانها هذه بالقائم الكبير وينتهي السور في القسم الجنوبي من . المدينة مكونا شكلا هلاليا غير منتظم قد تخلو الارض ذلك التي شيد عليها من الانخفاضات والوديان ونتج عن ان مساره اصبح ما بين جدار مستقيم ومنحن متكسر » ( لاحظ الخارطة رقم ٣ ) . وكان للسور عدد من البوابات تتوزع في الجهات الشمالية والغربية والشرقية والجنوبية من اشهرها البوابة الغربية المتجهة نحو البادية او مدن الفرات . (٢٤) ويستنتج من خلال الاشارات الواردة عن المدينة في المدونات الآشورية والبابلية الحديثة ( الكلدية ( وفي المصادر العربية ومنها كتب الرحلات ان السور كان قائما منذ العصور الآشورية ((٢٥) وكان تأثيره واضحا في مختلف العصور حيث تتعرض المدينة الى اي حصار . وبقيت المدينة محصورة ضمن هذا السور حتى اوائل الستينات من هذا القرن حيث شهدت هذه المدينة زحفا عمرانيا . وتهدمت اجزاء كبيرة من السور • على الرغم من ان الوهن قد بدأ يظهر عليه كما يقول ابن الذي زار المدينة منذ عام ٥٨٠ هـ (٢٦) 

تطور اهمية مدينة تكريت :-


يجدر بنا ان ننظر الى الاهمية على انها امر متغير حسب الظروف والاحوال العامة التي تحيط بالمنطقة كلها لا المدينة فحسب . فالمدينة نقطة في صفحة الاقليم المحيط بها ، وغالبا ما تعتمد مكانتها على غنى ذلك الاقليم او فقره . ولقد بقيت مدينة تكريت تستمد اهميتها من موقعها المتميز كمدينة محصنة لها قلعتها تمثل ثغرا حدوديا للدول التي نشأت في العراق او التي اصبح العراق تحت نفوذها كليا أو جزئيا . لذا تبرز اهميتها خلال العصور القديمة مدينة تماس بين نفوذين ، او عرض وتبادل تجاري بين سكان بيئتين متباينتين في  انتاجهما الاقتصادي ، او منطقة التقاء ثقافات متباينة . او عقدة مواصلات برية ونهرية ، او منطقة تفرع جداول وقنوات اروائية . تلك وهكذا سنحاول ان تتعرض الى بعض من الجوانب متخلين عن التفاصيل الى العرض التاريخي• 

الاهمية العسكرية :-

يتوافر لموقع مدينة تكريت استحكامات طبيعية وبشرية جعلها من مدن القلاع الحصينة . فالى جانب سلسلة جبال حمرين ومكحول الى الشمال منها ونهر دجلة المحيط بها من الشرق والثرثار من الغرب ، بنيت القلعة والسور وحفر الخندق ( لاحظ خارطة رقم ٣، ٤ ) ولذا كانت مدينة حدود او احد الثغور المهمة ، فكثيرا ما كانت تدور المعارك عند اسوارها او قريبا منها كما سيبرز ذلك العرض التاريخي فيما بعد فمنذ تكون الكيانات السياسية ( الدول ) على ارض الرافدين كانت تكريت منطقة نزاع بين تلك الكيانات ، فمرة تتبع النفوذ الآشوري ومرة اخرى تصبح جزءا من الدولة الكلدية البابلية . فهي الثغر الجنوبي للدولة الآشورية او الثغر الشمالي للدولة الكلدية او البابلية الحديثة . وكما تشير المصادر دارت رحى معركة ضروس بين تلك الدولتين عام ٦١٥ ق.م . حيث احتمى  بقلعتها الملك البابلي نبو بلاصر بعد انسحابه الفاشل من  مدينة آشور ( قلعة شرقاط ) التي حاصرها لمدة شهرین (27).

و خلال فترة الصراع بين الغرب المتمثل بالرومان والشرق المتمثل بالفرثيين والفرس الساسانيين فيما بعد ، كان التنافس شديدا للسيطرة على تكريت فبعد ان احتل الملك الساساني سابور بن اردشير عام ٢٤١ م مدينة الحضر حاول ان يزيد استحكامات مدينة تكريت التقاوم النفوذ الروماني ، الا ان سابور الثاني فشل في احتلالها بعد ان قاوم اهلها ، وبخاصة القبائل العربية التي استوطنتها ، هجومه عليها ، ثم تبعت النفوذ الروماني . وعدها العرب المسلمون المحررون لارض العراق بعد انتصارهم في القادسية المفتاح لانطلاقهم نحو الشمال الشرقي فحاصروها اربعين يوما ثم كان ان انحازت القبائل العربية التي كانت مع الجيش الروماني الى الى العرب المسلمين ففتحت تكريت عام ١٦ هـ/ ٦٣٧ م  (28) وكذلك عدها تيمورلنك العقبة التي يجب ان يجتازها في تقدمه نحو شمال العراق والموصل بالذات. وكذلك دام حصاره لها اربعين يوما واعطى الامان لحاكمها واهلها ولكنه نكث العهد فخرب المدينة وسبى اهلها (۲۹) 

وبرزت اهمية تكريت من الناحية العسكرية في العهد العثماني لانها كانت تجهز بغداد بما تحتاجه من وقود لصناعة البارود اضافة الى انها قاعدة مراقبة وسيطرة على طريق الامداد النهري الوحيد بين الموصل و بغداد (۳۰) 
خارطة رقم 3
خارطة سور تكريت
عن د.جابر خليل ابراهيم

خارطة رقم 4
خارطة طوبوغرافية لمدينة تكريت
عن د.جابر خليل ابراهيم

الاهمية التجارية :-


لقد سبقت الاشارة الى ان نواة المدينة الاولى ربما كانت سوقا تجارية ، لان موقعها يرشحها لان تكون انس نقطة تبادل بين بيئتين مختلفتين ، بيئة البادية  الرعوية والسهل الرسوبي ذي الزراعة الاروائية . لانها تمثل عقدة مواصلات برية وميناء نهريا على دجلة . وقد برز نشاطها التجاري منذ مدة مبكرة حتى ان النصوص المسمارية تشير الى ذلك .  مثال على هذا : -  

في اواخر العصر الآشوري الحديث وبالتحديد  ٦١٢-٦٤٨ ق.م   اكتشف في القسم الجنوبي المجاور لاحدى بوابات  سور مدينة آشور ، اثنتان منها يمثلان لاحدى بوابات سور بيع جرى بين شخص من مدينة تكريت اسمه ( نادينو ابن زماتي اشيش ) وشخص آخر من مدينة آشور ، ويمثل النص الثالث عقد قرض بين شخصين من هاتين المدينتين . مما يشير الى العلاقة التجارية المزدهرة بين كل من تکریت و آشور ) (۳۱) ولقد كانت على علاقات تجارية وثيقة مع الحضر التي ورثت تكريت مكانتها . واصبحت مركزا استقطب القبائل العربية التي اقامت من حولها كالانمار وتغلب واياد ، الذين اجلوا من قرب الحيرة ليسكنوا قرب تکریت فاستعربت الاخيرة واصبحت مركز تسويق للبدو بين الفرات الاوسط ودجلة . (۳۲)  واستمرت المدينة تؤدي وظيفتها ميناء تموينيا وبخاصة للقبائل البدوية حتى ان ابن جبير الذي زار المدينة عام ٥٨٠ هـ . يشير الى ذلك بما يسجله عنها بانها مدينة كبيرة واسعة الارجاء فسيحة الساحة حافلة بالاسواق كثيرة المساجد غاصة بالخلق اهلها احسن اخلاقا وقسطا في الموازين من بغداد (۳۳)  ويزيد من اهميتها التجارية انها تمثل عقدة برية . فالطرق المتجهة من الشمال الى الجنوب او بالعكس والتي تحاذي نهر دجلة لابد ان تمر بها لان الطرق الاخرى المنافسة وبخاصة الطريق الذي بمحاذاة الثرثار لا يصلح لسير القوافل او الحملات العسكرية لقلة المياه واجتيازه مناطق جافة (٣٤)  وقد اكتسبت تكريت اهميتها التجارية من موقعها المتوسط بين الحواضر سواء القديمة منها كبابل والمدائن من جهة الجنوب و آشور ونينوى من جهة الشمال بل حواضر اخرى كاربيخا ( كركوك ) في الشمال الشرقي وخندانو العنقاء والجابرية (٣٥) من مدن الفرات من الغرب . ولم تفقد هذه الاهمية حين نمت حواضر اخرى كبغداد والانبار جنوبا والموصل شمالا .  ومما عزز اهميتها ومكانتها التجارية كونها ميناء نهريا . فالى الجنوب منها بمسافة ليست بعيدة يدخل دجلة دلتاه او السهل الرسوبي) ولذا فان سرعة جريان النهرتهدأ عندها وتكون مكانا مناسبا لرسو الاكلاك ولذا فقد اشتهر اهلها بهذه المهنة اي النقل النهري على الطريق المائي الذي يبدأ من ديار بكر وينتهي عند بغداد (36) ولقد اصبح الطريق النهري اهم من الطرق البرية في اواخر العهد العثماني وكانت تكريت احدى اهم محطاته واغلب العاملين فيه من اهلها (۳۷) ويشير الو موسيل الذي زارها عام ۱۹۱۲ الى أن وسائل المعيشة الرئيسة للسكان هي ـ ( العمل على  الاكلاك ) . والمتاجرة مع الاكراد ومع مدينتي سامراء و بغداد » (۳۸)  وتجدر الاشارة هنا الى ان مدينة تكريت لا تمثل نقطة تبادل تجارية تقوم في بيئة فقيرة بل ان ظهيرتها تمثل اقليما غنيا . فاضافة الى ظهيرتها الرعوية في بادية الجزيرة ، حاول الانسان ان يفيد من موقعها عند نهاية المنطقة المتموجة حيث يبدأ السهل الرسوبي في شق القنوات والجداول الاروائية في توسيع الرقعة الزراعية . ومن تلك الانهار نهر الاسحاقي الذي حفره الخليفة العباسي المعتصم بالله لارواء الاراضي الواقعة على الجانب الغربي من نهر دجلة سيحا ، حيث يأخذ الماء من دجلة من نقطة تقع على نحو عشرة كيلومترات الى  الجنوب من تكريت . ويروي الاراضي ما بين تكريت و سامراء . وينتهي هذا النهر عند منخفض عقرقوف (۳۹) ( لاحظ الخارطة رقم ٥ ) . اما النهر الثاني الذي احياه الخليفة المتوكل فهو الجعفري الذي تقع بدايته الى الشمال من تكريت باربعين کیلومترا في المنطقة المعروفة عند السكان باسم نايفة ويتجه هذا النهر جنوبا بمحاذاة نهر دجلة حتى مدينة المتوكلية الكائنة على مسافة ستين كيلومترا من صدره ليمون بالماء بركة القصر الجعفري والسواقي التي على جانبي الشارع الاعظم وجامع أبي دلف اضافة الى ارواء مساحة كبيرة من المزارع والحقول الواقعة الى اليسار من نهر دجلة (٤٠)  وربما كان النهران المذكوران من الانهر القديمة احياها خلفاء بني العباس بعد انتقالهم الى سامراء .لقد كان لتوافر المياه والرقعة الزراعية الخصبة اهميتها في الانتاج الزراعي ووفرته حتى عدت تكريت (معدن السمسم )ومن المناطق المشهورة بزراعة البطيخ الجيد واشتهرت بصناعة الصوف . وبلغ خراج تكريت تسع مائة الف درهم في سنة ٢٧٣ هـ (٤١) .

الاهمية الدينية والثقافية :-


لقد  كانت تتنازع تكريت قوى متعددة منها الفرس والرومان . وتشير بعض الروايات الى ان الديانة المسيحية قد دخلت تكريت منذ وقت مبكر . من ظهور تلك الديانة على يد المبشرين النساطرة . وقد حاول الرومان الذين اعتنقوا الديانة المسيحية الافادة من موقعها المتقدم بوصفه ثغرا من ثغور الدولة الرومانية ليكون ظهيرا مناصرا لهم ضد الفرس . ولم تفلح مناصرة الفرس للنساطرة ضد المذهب اليعقوبي الذي كان يناصره الرومان فاستقرت هذه المدينة مقرا للمغريات (٤٢) منذ القرن السادس الميلادي ، حتى جاء الفتح الاسلامي اذ كانت المدينه بيد الرومان فتم تحريرها وانتشر فيها الدين الاسلامي مند ١٦ هـ / ٦٣٧ م . ومع ذلك بقيت تكريت احدى المراكز المسيحية المهمة حتى عام ١١٦٤ م اذ نازعتها هذه المكانة مدينة الموصل التي نقل اليها مقر او كرسي المغريان اليعقوبي(43)  بنيت في هذه المدينة عدة كنائس واديرة لان من ابرزها الكنيسة الخضراء . (٤٤) 

ومن الامور الامور الملفتة للنظر ان تقوم في مدينة تكريت  مدارس دينية اسلامية كمدرسة الاربعين (٤٥) مثلا ويعتقد ان بناء الكنائس والأديرة وعدها مركزا من المراكز المسيحية دفع السكان المسلمين الى التسلح والتبصر بامور دينهم للدفاع عنه ومناقشة اهل الذمة . ويشير المسعودي المتوفى عام ٣٤٥ هـ الى انه حضر مناظرات دينية في الكنيسة الخضراء (٤٦) ويشير د. جابر بن ابراهيم الى ان تل محيسن ربما كان مدرسة دينية تشبه مدرسة الاربعين .(٤٧)  وغالبا ما كان يهاجر العلماء سواء منهم المسلمون أم المسيحيون الى بغداد 
خارطة رقم 5
خارطة منطقة تكريت مثبتا عليها اشهر المواقع الاثرية
عن د. جابر خليل ابراهيم

الاهمية الادارية :-


عدت تكريت من الكور المهمة التابعة الى الموصل كما يشير الى ذلك ابن رستة وعدت حينا من الدهر ضمن اقلیم سامراء في العهد العباسي كما يشير المقدسي (٤٨) واذا ما تتبعنا مكانتها الادارية في العهد العثماني لوجدنا انها لم تكن معدودة في التنظيمات الادارية العثمانية المبكرة جزءا من بغداد وانما تابعة لولاية الرها في اقليم الجزيرة . وباستتباب الاوضاع للعثمانيين في العراق اعيــد النظر في تشكيلاته الادارية . ولذا عدت تكريت مركزا لسنجق (اي لواء ) هو واحد من ستة سناجق وكانت تؤلف ولاية الموصل (٤٩) ولا توضح هذه السجلات الحاق سنجق ( لواء ) تكريت بولاية الموصل من دون ولايه بغداد . ويمكننا ان نجد سببا لذلك في ان بغداد  لم تكن قد استعادت اهميتها التاريخية في ذلك العهد وان سياسة العثمانيين كانت تعتمد في القرنين العاشر والحادي عشر للهجرة ( ۱٦ و ۱۷ م ) على مبدأ التوازن الكامل بين الولايات العراقية للحيلولة دون تكون محور مركزي يعيد توحيد العراق اداريا وسياسيا . ويفهم من سجلات الاراضي العثمانية ان وضعا مزدوجا قد نشأ عند تطبيق هذه السياسة ، فحينما كانت تكريت تابعة للموصل ، كان على زعماء القبائل فيها ان يقدموا كميات كبيرة من الحطب الى مصنعي البارود والمدفعية في قلعة بغداد . فمن الراجح ان تكون هذه الازدواجية في التبعية المالية ، احد الاسباب التي ادت الى فك ارتباط تكريت بالموصل والحاقها بولاية بغداد . وعلى اي حال فان هذا الالحاق لم يحدث حتى استعاد العثمانيون العراق ثانية سنة ١٠٤٨هـ / ١٦٣٨م . ويبدو ان سامراء كانت ناحية تتبع هذا السنجق (سنجق تكريت ) وكذلك الدور (٥٠)  .
ولقد ادت المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في اواخر القرن التاسع عشر ، الى اعادة النظر في وضع تكريت الاداري، فبموجب التشكيلات الادارية العثمانية في العراق المنفذة في عهد ولاية مدحت باشا ١٨٦٨ - ۱۸۷۲ اصبحت تکریت مركزا لناحية باسمها تابعة لقضاء سامراء ويتبع القضاء لواء بغداد مباشرة (٥١)  وبقيت احدى نواحي قضاء سامراء حتى عام ١٩٥١ اذ اصبحت قضاء ثم اصبحت مركزا لمحافظة صلاح الدين عام ١٩٧٦ تيمنا باسم القائد المسلم صلاح الدين الايوبي الذي كانت تكريت مسقط رأسه (٥٢) 
وكان عدد سكان تكريت عام ١٩٦٥م ٩٨٦٣ نسمة ارتفع عام ۱۹۷۷ ليصبح ۲٦١٥٠ نسمة وبلغت عددهم عام 1987 م 34908 نسمة اي بمعدا زيادة سنوية قدرها 2.74% وهذا يدل على اهميتها الادارية, و يهدف المخطط الاساسي الذي وضعته شركة وايد له بلان عام 1983 م الى تطوير مدينة مركزية يمكنها استيعاب عدد من السكان يتراوح ما بين 150.000 - 180.000 عام 2000 (53) .

الهوامش :-

(۱) د. محمد السيد غلاب والدكتور يسري الجوهري » الجغرافيا التاريخية عصر ما قبل التاريخ وفجره » مكتبة الانجلو المصرية - القاهرة الطبعة الاولى ۱۹٦٨ ص ۹ . 
(۲) د. محمد السيد غلاب وزميله - نفس المصدر  ص ۹ . 
3- Alan R. H. Baker "Historical Geography 
and Geographical 
London 1975 P. 1 
Change" M. Macmillan
(٤) الدكتور احمد سوسة ( حضارة وادي الرافدين بين الساميين والسومريين» دار الحرية للطباعة بغداد ۱۹۸۰ ص ۵۸ 
(0) د. محمد السید غلاب وزميله مصدر سابق ص ٣٣ .
(٦) د. صالح فليح حسن ( الجغرافيا التاريخية للتطور الحضاري في ارض مابين النهرين ، مجلة كلية الآداب - جامعة صنعاء العدد الثالث ۱۹۸۲ ص ۲۲۷ 
(٧) د. عفیف بهنسي » الشام لمحات آثارية وفنية » دار الرشيد للنشر ۱۹۸۰ ص ۲۲ .
(۸) سیتون لويد » آثار بلاد الرافدين من العصر الحجري القديم حتى الاحتلال الفارسي » ترجمة الدكتور سامي سعيد الاحمد - دار الطليعة للطباعة  والنشر - بيروت ۱۹۸۰ ص ۲۸ .
(٩) ستيون لويد - نفس المصدر ص ٣٤-٣٧ .. 
(١٠) ستيون لويد - نفس المصدر ص ۷۸-۸۱ . 
(۱۱) د. جابر خليل ابراهيم ( تکریت من خلال المصادر الاثرية ) مجلة المؤرخ العربي العدد ٣٤ سنة ١٩٨٨ ص ۲۸۸ 
(۱۲) د. جابر خليل ابراهيم - نفس المصدر ص ۲۸۸ .
(۱۳) د. جابر خليل ابراهيم - نفس المصدر ص ۲۸۸ 
(١٤) د. جاسم محمد الخلف « جغرافية العراق الطبيعية والاقتصادية والبشرية ) دار المعرفة - القاهرة - الطبعة الثالثة ١٩٦٥ ص ٤٣٧ .
(١٥) جابر خلیل ابراهيم - مصدر سابق ص۲۸۸
(١٦) عبد الرحيم طه الاحمد » تكريت من العهد الأشوري الى الاحتلال العثماني ( مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ) . وزارة الثقافة والاعلام - بغداد ۱۹۸۸ ص ۲۷ نقلا عن المؤرخ عبد الرزاق الحسيني .. 
(۱۷) د. فاروق ناصر الراوي ) كتب الاخبار العراقية القديمة : شاهد على مكانة مدينة تكريت الحضارية » ندوة تكريت ودورها في التراث العربي مركز احياء التراث العلمي العربي - جامعة بغداد الجزء الاول ۱۹۹۱ مطبوع بالألة الكاتبة ص ٨١ - ٩٩ 
(۱۸) د. جابر خليل - مصدر سابق ص ٢٨٥ وعبد ارحيم طه الاحمد طه الاحمد - مصدر سابق ص ۲۷ 
(۱۹) د. فاروق الراوي مصدر سابق ص ۹۰ .
(۲۰) د. جابر خلیل ابراهیم مصدر سابق ص ٢٨٦ .
(۲۱) نعمان دهش العجيلي ( تكريت وموقعها السوقي ) ندوة تكريت ودورها بالتراث العربي - مركز احياء التراث العلمي - جامعة بغداد الجزء الثاني ۱۹۹۱ ص ٤۷۸ . 
(۲۲) عبد الرحيم طه الاحمد ( مصدر سابق ) ص ۱۷ 
(۲۳) د. جابر خلیل ابراهیم مصدر سابق ص۲۹۲ . 
(٢٤) د. جابر خليل ابراهيم المصدر نفسه ص ۲۹۲ 
(٢٥) د. جابر خليل ابراهيم المصدر نفسه ص ۲۹۳ . 
(٢٦) د. جابر خليل ابراهيم المصدر نفسه ص ۲۹۲ - ٢٩٣ 
(۲۷) د. جابر خليل ابراهيم المصدر نفسه ص ۲۸۹ . 
(۲۸) عبد الرحيم طه الاحمد مصدر سابق ص ٨٥ - ١٢٢ 
(۲۹) عبد الرحيم طه الاحمد المصدر نفسه ص ۱۲۵ . 
(٣٠) د. عماد عبد السلام رؤوف ( تكريت في القرون المتأخرة ) . ندوة تكريت ودورها في التراث العربي 
- جامعة بغداد الجزء الاول ص ۱۳۳ . 
(۳۱) د. جابر خلیل ابراهیم مصدر سابق ص ۲۸۹ .
(۳۲) الو موسيل ( الفرات الاوسط ورحله صعبه و دراسات تاريخية ) ترجمة د. صدقي حمدي وعبد المطلب عبد الرحمن مراجعة د. صالح احمد العلي و د. علي المياح من مطبوعات المجمع العلمي العراقي ١٤١١ هـ - ۱۹۹۰ ص ٥٩٧ 
(۳۳) د. جابر خلیل ابراهیم مصدر سابق نقلا عن رحلة ابن جبير. 
(٣٤) د. جابر خليل ابراهيم المصدر نفسه راجع ص ٢٩٧ .
(٣٥) د. جابر خليل ابراهيم المصدر نفسه ص ٢٩٤ . 
(٣٦) مدحت فضيل فتح الله » تاريخ الملاحة النهرية في العراق ومساهمة اهل تكريت فيها » ندوة تكريت ودورها بالتراث العربي . - مركز احياء التراث العلمي العربي - جامعة بغداد الجزء الثاني ١٩٩١ 
(۳۷) عبد الرحيم طه الاحمد مصدر سابق ص ١٢٦ وكذلك د . عماد عبد السلام - مصدر سابق 
(۳۸) الو موسيل مصدر سابق ص۰۸۸ 
(۳۹) د. جابر خليل ابراهیم مصدر سابق ص ٢٩٥ نقلا من ري سامراء للدكتور احمد سوسة 
(٤٠) د. جابر خليل ابراهيم المصدر نفسه ص ٢٩٥
(٤١) د. جابر خليل ابراهيم المصدر نفسه ص ٢٩٥ نقلا عن كتاب الخراج لقدامة بن جعفر
(٤٢) المغربان لفظة سريانية وهي رتبة كنسية دون البطريرك وفوق الاسقف د. عماد عبد السلام رؤوف مصدر سابق ص ١٤٤ . 
(٤٣) د. عماد عبد السلام رؤوف مصدر سابق نقلا عن اغناطيوس افرام الاول برسوم . 
(٤٤) انظر مسحا لهذه الاماكن من اديرة وكنائس عند عبد الرحيم طه الاحمد مصدر سابق ص٥٩٥٨ . 
(٤٥) د. عبد العزيز حميد » مدرسة الاربعين في تكريت في ضوء الدراسات الحديثة » ندوة تكريت ودورها التراث العربي ۱۹۹۱ - مركز احياء التراث العلمي العربي - جامعة بغداد ص ٥٢ .
(٤٦) د. جابر ابراهيم - مصدر سابق نقلا عن التنبيه والاعراف للمسعودي
(٤٧) د. جابر خليل ابراهيم - مصدر سابق ص٢٩٤ . 
(٤٨) الو موسیل مصدر سابق ص٥۹۹ . 
(٤٩) د. عماد عبد السلام رؤوف مصدر سابق ص ١٣٠ 
(٥٠) ، (٥١) د. عماد عبد السلام رؤوف المصدر نفسه ص ١٣٢
(٥٢) وزارة الحكم المحلي ( الدليل الاداري للجمهورية العراقية ) الجزء الاول الطبعة الاولى ۱۹۹۰ ص 
٢٦٠ وص ٢٧٣ 
(٥٣) وزارة التخطيط / هيئة التخطيط الخمراني » مشروع اعادة تطوير مدينتي تكريت وسامراء ( خلاصة - شركة وايدله بلان المانيا ۱۹۸۳)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب رأيك او اضافتك هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.